جماعة الحوثي تتحول إلى مصدر قلق إستراتيجي لواشنطن وتل أبيب بعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية

رواها 360_ جريدة الأخبار:

تصاعدت المخاوف الأميركية والإسرائيلية من الدور اليمني المتنامي عقب الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وسط قلق متزايد من احتمال انتقال تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية المتطورة إلى صنعاء، ما قد يؤدي إلى تغيّر موازين الردع في البحر الأحمر.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية، بات اليمن يشكّل “هاجسًا أمنيًا” لكل من واشنطن وتل أبيب، خاصة مع احتمالات استخدام موقعه الجغرافي في إغلاق مضيق باب المندب أو تهديد الملاحة الدولية. وقد ظهرت مؤشرات واضحة على ذلك من خلال مواقف سياسية أميركية أكدت الالتزام باتفاق وقف النار مع اليمن، وتشديدها على حماية طرق الملاحة في البحر الأحمر.

وبعد توقف المواجهات، سارع وزير الحرب الإسرائيلي، يسراييل كاتس، إلى إطلاق تهديدات مباشرة ضد جماعة الحوثي، قال فيها: “سنتعامل مع الحوثيين كما تعاملنا مع إيران… ومن يقترب من خطوطنا الحمراء سيتلقى ضربة لا تُنسى”، في إشارة إلى أن صنعاء أصبحت الآن تحت مجهر الردع الإسرائيلي.

وبحسب التقرير، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن معظم القدرات العسكرية لجماعة الحوثي تم إخفاؤها في مواقع محصّنة تحت الأرض، ما يجعل استهدافها تحديًا صعبًا حتى بالنسبة للطائرات الأميركية المتقدمة مثل القاذفة “بي-2” الشبحية، وهو ما يقلل فعالية أي عمل عسكري محتمل.

وتخشى واشنطن وتل أبيب من قيام إيران بتصدير تكنولوجيا الصواريخ والمسيّرات التي استخدمتها في ضرب إسرائيل إلى اليمن، وهو ما تعتبره تهديدًا مباشرًا قد يُستخدم بشكل “غير محسوب”، وفق التوصيف الأميركي.

وقد استغلت أطراف يمنية موالية للتحالف هذا القلق، حيث اتهم وزير الإعلام في الحكومة المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني، إيران بمحاولة نقل جزء من صناعتها العسكرية إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، محذرًا من إنتاج صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة في محافظتَي صعدة وحجة ومحيط صنعاء، وهو ما قال إنه “يعرّض طرق الشحن العالمية في خليج عدن للخطر”.

في المقابل، نفى قائد جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، وجود أي تنسيق مباشر في الحرب الأخيرة، لكنه أكد موقف الجماعة الواضح، قائلًا إن “اليمنيين لا يدينون العدوان الإسرائيلي على إيران فحسب، بل هم شركاء في الموقف”، في إشارة إلى وحدة الساحات والدعم الكامل لغزة وطهران.

وبينما لم تتورط صنعاء عسكريًا بشكل مباشر في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، إلا أن محللين يرون، وفق ما ذكرته الصحيفة، أن توسيع رقعة المواجهة كان سيعني بالضرورة انخراط اليمن، خصوصًا في ظل تهديدات سابقة بإغلاق باب المندب وتحويل البحر الأحمر إلى منطقة عسكرية، والسيطرة على مواقع حيوية من بينها حقول النفط والغاز، وهي خطوط حمراء بالنسبة للولايات المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى